علاج القــلــق و الشك
بسم
الله الرحمان الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد :
قبل
التعرض لكيفية علاج القلق لابد أن نميز أولا بين القلق الذي يمثل مشكلة صحية تحتاج
إلى علاج و متابعة.و القلق العادي الذي يشترك فيه كل الناس أما الأول فإن له أعراض
منها :
أولا : الأعراض الجسمية
: برودة الأطراف
، تصبب العرق ، اضطرابات معدية ، سرعة ضربات القلب ، اضطرابات في
النوم ، الصداع ، فقدان الشهية ،
واضطرابات في التنفس .
ثانيا : الأعراض النفسية : الخوف الشديد ، توقع الأذى و المصائب ، عدم القدرة على التركيز الانتباه الإحساس الدائم بتوقع الهزيمة , العجز و الاكتئاب ، عدم الثقة و الطمأنينة و الرغبة في الهرب عند المواجهة أي موقف من مواقف الحياة .
ثانيا : الأعراض النفسية : الخوف الشديد ، توقع الأذى و المصائب ، عدم القدرة على التركيز الانتباه الإحساس الدائم بتوقع الهزيمة , العجز و الاكتئاب ، عدم الثقة و الطمأنينة و الرغبة في الهرب عند المواجهة أي موقف من مواقف الحياة .
فهذا النوع من القلق يحتاج إلى إجراءات طبية خاصة . فإذا كانت هذه الأعراض غير
موجودة فلا داعي للخوف أو القلق .
أما الثاني ـ
القلق العادي ـ فهو من طبيعة الإنسان و يجب أن لا يهتم الإنسان به لكن إذا
أحس صاحبه بشيء من الانزعاج منه فيجب عليه ما يلي :
01 ـ لا يكثر من
التفكير فيه و لا يعتبره مرضا لإنه في
الحقيقة لا شيء و لا يوجد إنسان على وجه الأرض لا يصيبه هذا النصيب من القلق .
02 ـ اجتناب المعاصي و الإجتهاد في الطاعات خاصة المحافظة
على الوضوء و الصلاة في وقتها و طاعة الوالدين
03
ـ الإكثار من قراءة القرآن و ذكر الله قال تعالى : { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ
قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)
}
سورة
الرعد
04 ـ الاشتغال
بأي هواية كالرسم مثلا و أحسن هواية هي مطالعة الكتب الممتعة و المفيدة
05 ـ التنفس السليم أو الصحي : اكتشف الطب الحديث أن هذه
العملية البسيطة هي أفضل وأرخص علاج للقلق والتوتر الذي نعيشه دوما في عصر السرعة. فقد
سجلت عملية التحكم في التنفس نتائج جيدة في خفض
ضغط الدم العالي وتحسين الشكوى المزمنة من سوء الهضم وفي تقليل التوتر كما حقق نجاحا ملحوظا
في تحسين دورات النوم والنشاط بالجسم
.
كيفيته : اجلسي أو قفي في مكانك وخذي نفسا
عميقا عن طريق الأنف حتي تمتلئ الرئتان بالهواء و يتمدد البطن و احبسي الهواء لعدة
ثواني ثم أخرجيه من الفم و أعيدي العملية عدة مرات كلما شعرت
بالقلق .
يقول جوردون وهو أستاذ الطب
النفسي بجامعة جورج تاون : إن النفس العميق البطيء
هو الدواء الوحيد والمفضل لمواجهة القلق.فعندما
يدخل الهواء بعمق ليصل لآخر جزء في الرئة حيث يحدث تبادل الأكسجين مع ثاني أكسيد
الكربون فان كل شيء يتغير. يقل معدل ضربات القلب
وينخفض ضغط الدم وتتراخي العضلات ويتوقف القلق ويهدأ البال.
06
ـ التأمل من أفضل الطرق لعلاج القلق حيث
أنة يفضي إلى الراحة النفسية و
يزيد قدرتك على مقاومة القلق. و العملية بسيطة جدا، اجلسي في وضعية مريحة و ابدئي بأخذ أنفاس عميقة بحيث تريحين
عضلاتك. ثم فكري بكلمة أو جملة قصيرة لها مدلول
ديني مثل : الله أرحم الراحمين ـ
قل
لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ـ لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم أو أي عبارة تحبينها و تؤدي بك إلى الشعور
بالراحة ، قومي بتكرار هذه الكلمة أو الجملة لمدة
عشرين دقيقة لتجدي نفسك بعدها تشعرين بالراحة و بتركيز أفضل.
07 ـ ينصح بممارسة أي رياضة بدنية
بحيث تستطيعين تفريغ طاقتك السلبية من خلالها.
08
ـ تجنبي كل أسباب القلق كالمعاندة و
الخصام مع الأخوة أو بعض الزميلات خاصة إذا كان الأمر لا يعنيك
أما الشك في تصرفات الناس فالأمر بسيط :
كل ما تحتاجين إليه هو الإرادة
القوية في عدم الاستجابة لمثل هذه الشكوك خاصة عندما تسمعين قول الله عز وجل :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا
كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا
يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا
فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) } سورة الحجرات
و إذا خطر ببالك شك في تصرف أحد ما فاستعيذي
بالله من الشيطان الرجيم وتذكري قوله صلى الله عليه و سلم « التمس
لأخيك العذر بجهدك ، فإن لم تجد له عذرا فقل : لعل لأخي عذرا لا أعلمه »
و لنا في رسول الله صلى الله عليه و سلم القدوة
الحسنة فقد كان ـ وهو سيد الأولين و الآخرين ـ يسمع السب و الشتم من قومه فلا يزيد
على أن يقول : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون , فهل نحن أفضل من رسول الله حتى
نغضب لأنفسنا بمجرد الشك
و
قد أمرنا الله بالعفو عن الناس الذين ظلمونا بالفعل في قوله عز و جل :{ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ
وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } سورة الأعراف فما بالك بالذين شككنا فيهم فقط فلا
يليق بالإنسان المؤمن أن تضعف إرادته إلى درجة أنه يصدق نفسه في كل ما يخطر بباله
من الأفكار خاصة إذا علم أن له عدوا اسمه الشيطان لا يغفل عنه و لو للحظة و ليس له
سلاح سوى الوسوسة .
و أخيرا أسأل الله أن ينفعك بهذه النصائح و عيد
سعيد و كل عام و أنت بخير سالمة ـ إن شاء الله ـ من القلق و الشك و من شر وساوس
الشيطان .
الأستاذ : أبو عبد المجيد محمد بن عزوزي
